أشغال الندوة الثانية لوكالة المدن والأقاليم المتوسطية المستدامة 


انطلقت يوم الإثنين  20يونيو  2022 بمقر جهة الدارالبيضاء-سطات، أشغال الندوة الثانية لوكالة المدن والأقاليم المتوسطية المستدامة (AVITEM) التي يتوخى من ورائها الوقوف على أهم التحديات الكبرى التي تواجه حواضر البحر الأبيض المتوسط بحضور كل من والي جهة الدار البيضاء-سطات السيد سعيد أحميدوش ورئيسة مجلس جماعة الدارالبيضاء السيدة نبيلة الرميلي  ورئيس مجلس جهة الدارالبيضاءـسطات السيد عبداللطيف معزوز والقنصل العام لفرنسا بالدارالبيضاء، السيد سيرج موسيتي السفير، والمدير العام لوكالة المدن والأقاليم المتوسطية المستدامة(AVITEM) ، السيد فيليب مونييه.

وتندرج هذه الندوة، المتواصلة فعالياتها إلى غاية 24 يونيو الجاري بتعاون مع ولاية الدارالبيضاء-سطات وجهة الدارالبيضاء-سطات وجماعة الدارالبيضاء، في إطار سلسلة التكوينات الحضارية والمجالية لوكالة (AVITEM) وشركائها، خاصة الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)
وقد تشكل هذه الندوة فرصة سانحة لمعالجة التحديات الكبرى للحواضر المتوسطية بطريقة بيداغوجية وجماعية وعملية، حيث ينكب 15 من الأطر العمومية والخاصة في مجال التهيئة من مختلف أرجاء البحر الأبيض المتوسط على مدارسة الحاضرة البيضاوية على مدى أسبوع كامل، متقاسمين فيما بينهم الخبرات ومتسائلين حول أنجع النظم للعمل والمساهمة في الدفع ببعض المشاريع.

ومن خلال استكشاف المجموعة للعاصمة الاقتصادية للمملكة سيتم الإجابة على عدد من الأسئلة المحورية المطروحة ذات الصلة بالحواضر الكبرى.

ومن بين هذه الأسئلة: كيف يمكن الخروج برؤية شاملة للتنمية كفيلة بإرساء شبكة للعمليات الحضرية الكبرى وذلك في ظل نظام حضري؟ وكيف يتم تنظيم حكامة الدارالبيضاء الكبرى في سياق اللامركزية بالمغرب وبالتالي إعادة التنظيم الترابي؟ وكيف يمكن للتاريخ العمراني العريق للدار البيضاء وتراثها المادي وغير المادي أن يكون عاملا وأداة للتأثير الدولي والتماسك الترابي والهوية المحلية للمدينة؟ وكيف يوحي هذا الماضي بتصورات ورؤية جديدة ومشاريع مهيكلة خدمة للمطامح الحضري العالمية ؟.

وخلال كلمة افتتاحية لهذه الندوة، أكد السيد سعيد أحميدوش والي الجهة، أن البحر الأبيض المتوسط "ليس مجرد فضاء جغرافي فحسب، بل أيضا فضاء للثقافات والعادات العابرة للبلدان"، ملاحظا أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين أقاليم هذا المحيط والتي يمكن لصناع القرار الاستفادة منها والعمل على تثمينها.

وأضاف أن هذه الندوة ستسمح لصناع القرار المحليين بإقامة علاقات ثنائية بين مختلف المدن والمناطق و "نسج علاقات إنسانية ومهنية جد غنية، وبالتالي تعزيز التبادلات بين السكان".

ومن خلال حديثه على مدينة الدارالبيضاء، أشار الوالي إلى أن المدينة شكلت موضوع عمل مهم للغاية مع إطلاق عدد من مشاريع البنية التحتية، والتي تم الانتهاء من بعضها والبعض الآخر قيد التنفيذ، مسجلا أن هذه المشاريع سيكون لها تأثير "بالغ الأهمية" على مدينة الدار البيضاء والحياة اليومية لسكانها.

وأبرز السيد أحميدوش أن المدينة، التي تأثرت بشدة بالوباء، أظهرت مرونة كبيرة، مشيرا إلى حاجة صناع القرار العمومين إلى دمج هذه الحقائق من أجل استشراف المستقبل ولكي تضع المجالات الترابية نفسها في موقع يؤهلها لتكون قادرة على الصمود وتتوفر لها الظروف التي تمكن السكان من العيش على الرغم من الشدائد.

من جهتها، أكدت السيدة نبيلة الرميلي، على أن هذه الندوة، المنظمة تحت شعار "سياسة التهيئة في المغرب والدارالبيضاء الكبرى"، تهدف إلى أن تكون منصة لإعادة التفكير بذكاء في سياسة المدينة، مع وضع السكان المحليين في صلب التفكير والتصميم والتخطيط من خلال رؤية مستدامة المدينة.

في نظرها، فهذه الندوة تعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه التعاون الإقليمي لحوض البحر الأبيض المتوسط "الذي يتقاسم نفس الانشغالات في الإدارة و التدبير عبر أبعاد تقنية مختلفة ولكن بأوجه التشابه من حيث المفهوم والقيم والتاريخ البشري التي تقربنا لبعضنا البعض"، مبرزة أن "التفكير في مواضيع تخص الدار البيضاء وجعل الناس يفكرون فيها هو أمر ذو أهمية حيوية بالنسبة للجماعة ، لأن هذا العمل كفكر، وكمختبر للأفكار وتبادل الخبرات،  يؤدي إلى خلاصات ذات قيمة عالية" .

واستطردت قائلة أن جماعة الدارالبيضاء راهنت على "نموذج جديد للتدبير الحضري الاجتماعي والمستدام" الذي يهدف إلى تلبية احتياجات المواطنين من حيث التنقل والتخطيط الحضري والحكامة الجيدة والاقتصاد الأخضر والطاقة والبيئة والمرونة والأمن والتعليم مع مفهوم الابتكار والتصميم التكنولوجي التعاوني والذكي.

وشددت السيدة الرميلي على أنه لمواجهة التحديات، يتعين على المدن الاعتماد على الذكاء المجتمعي، ولا سيما التعاون بين الفاعلين العموميين والخواص، معربة عن اعتقادها أن الوقت قد حان لتصحيح الوضع الحالي من خلال التعبئة المستمرة والبناءة لتامين وصول الأجيال القادمة إلى حياة كريمة ومستدامة.

تتعهد وكالة (AVITEM) بنشر ملخص لهذه الندوة بهدف إشراك العموم حول الإشكاليات الرئيسية ذات الصلة بالمدن الكبرى والتحديات التي يتوجب رفعها.