انطلاق فعاليات الدورة ال26 لمنتدى المقاولات للمدرسة الحسنية للأشغال العمومية


انطلقت، يوم الأربعاء 17  ماي 2023 بالدار البيضاء، فعاليات الدورة ال26 لمنتدى المقاولات للمدرسة الحسنية للأشغال العمومية، المنظمة تحت شعار ” التدبير المستدام لموارد المياه لضمان مستقبل مرن.. تحد كبير لمهندس مبتكر” بحضور وزير التجهيز والماء السيد نزار بركة ووالي جهة الدارالبيضاء-سطات السيد سعيد حميدوش.

وتشكل هذه النسخة، المنظمة تحت إشراف وزارة التجهيز والماء، إلى غاية 18 ماي 2023، فرصة للتبادل، والمشاركة التي ستمكن من جمع آراء الخبراء و مختلف الجهات الفاعلة في عالم المياه، وذلك من أجل إبراز الدور الوشيك للمهندس في تحسين واستغلال واستخدام موارد المياه في المملكة.

ويعد المنتدى أيضا أرضية للتواصل والتبادل الإيجابي بين المقاولات والطلبة المهندسين على مستوى اكتشاف مؤهلاتهم أو اندماجهم في الوسط المهني، كما يمكن المهتمين من الاستفادة من فرص عقد لقاءات تواصلية للتأطير وتبادل الرؤى والخبرات وعرض لفرص العمل وغيرها.

وبهذه المناسبة، أبرز وزير التجهيز والماء السيد نزار بركة، أن تنظيم مثل هذه المنتديات يجسد انفتاح المدرسة على محيطها السوسيو – اقتصادي وتقوية أواصر التواصل بين طلبتها وبين العالم المهني، مما سيؤدي إلى تطوير مهاراتهم التواصلية وخصالهم السلوكية، مضيفا أن ذلك سيسهل اندماجهم بشكل أفضل في سوق العمل، وذلك بالنظر لما توليه الشركات والمقاولات الإنتاجية من اهتمام كبير للصفات الشخصية وروح الابتكار لدى المرشحين للعمل.

وبشأن مواجهة التحديات الكبرى في مجالات التغيرات المناخية والطاقات المتجددة والاقتصاد الأخضر وتدبير المدن والمجال الحضري، أوضح السيد بركة، في كلمة تليت نيابة عنه، أن المغرب تبنى استراتيجيات جديدة تروم تنزيل الإصلاحات الكبرى التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو ما يجعل هذه المدرسة مطالبة بالتكيف مع الطموحات الكبرى لبلادنا لتكون في مستوى التطلعات على العديد من المستويات ( التكوين الأساسي والمستمر والبحث العلمي(.

هذا المعطى، بحسب الوزير، يتطلب مراجعة المناهج وإقرار استراتيجية جديدة تمكن من تموقع المدرسة في أفق 2030 كأحد أهم الأقطاب الوطنية في مجال تكوين وتدبير الكفاءات.

وفي سياق متصل، أبرز الوزير أهمية هذه المدرسة في تكوين المهندسين مما جعلها تحتل مرتبة عليا في هذا المجال باعتراف وطني ودولي، لأنها تمكنت من ملاءمة التكوين بها مع متطلبات القطاعات المهنية ذات الصلة، الشيء الذي جعل خريجي المدرسة الحسنية يندمجون بسهولة في سوق الشغل، ويتقلدون مناصب ومسؤوليات في ميادين تقنية متنوعة كإدارة المقاولات والوحدات الإنتاجية وتدبير الموارد البشرية والمالية.

وفي ما يخص موضوع هذه الدورة، أكد الوزير على أهميته المتجلية في بعدين اثنين: البعد الأول يتمثل في راهنتيه، حيث يعيش المغرب حاليا إشكالية الإجهاد المائي الناتج عن التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف أو ضعف التساقطات والاستغلال المفرط للمياه الجوفية، وكذا الاستغلال غير المعقلن للثروات المائية بشتى أنواعها مما أدى إلى ضعف المخزون المائي.

وحسب السيد بركة، فإن البعد الثاني لهذا الموضوع يتمثل في شموليته نظرا لكون الموارد المائية تشكل رافعة أساسية للتنمية السوسيو – اقتصادية بالمغرب.

وفي هذا الشأن، ذكر بالإجراءات والتدابير المتخذة من قبل الحكومة من أجل تجاوز هذه الإشكالية ذات الطابع الاستراتيجي، من أبرزها ” البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020 – 2027″ الذي يرتكز على تنمية العرض المائي وتدبير الطلب واقتصاد وتثمين الماء وتقوية التزويد بالماء الصالح للشرب بالمجال القروي وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة والتواصل والتحسيس.

وبالمناسبة، دعا المهندسين الذين يتابعون دراستهم حاليا بالمدرسة وأولئك الذين اكتسبوا خبرات وتجارب منذ تبني سياسة تشييد السدود، إلى نسج شبكة علاقات تمكنهم من تقاسم التجارب والمكتسبات ومن تكوين جيل جديد من المهندسين أكثر إبداعا، وكذا التفكير في أفضل الممارسات العلمية والتقنية واعتمادها وإتقانها من أجل الإدارة المستدامة والمرنة لموارد المياه، والانخراط في تفعيل الاستراتيجية الوطنية للمياه كجزء من اقتصاد مرن وضمان التنمية المستدامة.

من جهته، أشاد مدير المدرسة السيد الحسنية جواد بوطاهر، بالتزام والدعم الدائم الذي أبانت عنه العديد من المؤسسات والمقاولات لإنجاح منتدى المقاولات للمدرسة الحسنية للأشغال العمومية، مضيفا أنه بفضل هؤلاء الشركاء وصل هذا الحدث إلى دورته ال26 .

وأوضح، أن اختيار الموضوع أملته عدة اعتبارات، موضحا أن المغرب ، كباقي بلدان المعمور، بدأ يتأثر بالتغيرات المناخية، وهو ما أثر سلبا على الموارد المائية المتاحة، مع انخفاض في التساقطات وارتفاع درجة الحرارة في جميع أنحاء المغرب.
وحسب مدير المدرسة، فإن التغلب على التحديات المناخية خاصة تلك المرتبطة بتدبير الموارد المائية، يتطلب حلولا مبتكرة من قبل المهندسين، الذين سيلعبون دورا مركزيا في بناء المستقبل.

وذكر بأن المدرسة الحسنية تعد مؤسسة رائدة في مجال التكوين الهندسي منذ نصف قرن، بعد أن تمكنت من تكوين 48 فوجا، وقريبا الفوج ال 49.

من جانبه، أكد رئيس جمعية منتدى المقاولات للمدرسة الحسنية للأشغال العمومية محمد الشرعي، أن المنتدى يعد فضاء لطلبة المدرسة الحسنية وباقي المعاهد والمدارس المغربية للتواصل ونسج علاقات مع العديد من المؤسسات والمقاولات من أجل الولوج إلى الحياة المهنية.

وأضاف أن دورة هذه السنة من منتدى المقاولات للمدرسة الحسنية للأشغال العمومية، التي تعرف مشاركة أزيد من خمسين مقاولة، تعد موعدا سنويا وعلامة بارزة في أجندة الشركات المغربية الكبرى وكذا للطلبة، إذ تشكل صلة وصل لمد الجسور بين الطلبة المهندسين وعدد كبير من المشغلين.